الخميس، 25 يونيو 2015

وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطر لرؤية الهلال، وأنه إِذا غم في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يومًا

وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطر لرؤية الهلال،
وأنه إِذا غم في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يومًا

عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)،
( ذَكَرَ رَمَضَانَ، فَقَالَ: "لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ". )

التعريف بالراوي:

عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المكي ثم المدني
وهو شقيق حفصة أم المؤمنين، أسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم،
واستصغر يوم أحد، فأول غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة،
أكثر في الرواية عن النبي وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى إنه ينزل منازله، ويصلي في كل مكان صلى فيه،
وحتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة،
فكان ابن عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس.
تُوفي سنة ثلاث وسبعين وهو ابن سبع وثمانين سنة.

مناسبة الحديث للباب:

في الحديث أن الصيام والإفطار إنما يكون برؤية الهلال،
فإذا غُمّ على الناس، أكملوا الشهر ثلاثين يومًا، وهو ما وافق ترجمة الباب.

معاني المفردات:

قوله: "غُمَّ": غم الهلال حال دون رؤيته غيم أو ضباب أو حاجز.

قوله: "فَاقْدُرُوا": احسبوا وقيسوا.

المعنى الإجمالي:

ربطت الشريعة العبادة بالزمن ربطًا لا يحدده إلا المشرع،
وكما هو معلوم فإن الزمن مرتبط بحركة الشمس والقمر والنجوم في أفلاكها،
قال تعالى:
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ
مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )
(سورة يونس: 5).
لما شرع الله صوم شهر رمضان على الأمة كان لزامًا عليها أن تحدد بدايته ونهايته،
وهذا أمر يتطلب وسيلة من الوسائل التي يتمكن بها المسلم من معرفة منازل القمر،
وعندما كانت الأمة الإسلامية لا تقرأ ولا تكتب ولا تحسب،
ربطت هذه العبادة برؤية هلال الشهر،
فجاء التشريع الإلهي على لسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أن الصوم والفطر قائم على رؤية الهلال،
فإن حُجب بغيم أو سحاب أو ضباب، أكلموا عدة الشهر ثلاثين يومًا.
ولما صارت أمة الإسلام تقرأ وتكتب وتحسب،
وأصبح من أبنائها متخصصون في علم الفلك وعلوم الفضاء،
ظهرت أسئلة جادة عن مقصود الشرع بالرؤية،
وهل هي وسيلة لعبادة؟ أو مقصودة بالعبادة؟
وهل نبقى معتمدين عليها كوسيلة العلم الوحيدة؟
أو نعتمد عليها وعلى غيرها من وسائل العلم القطعية؟
وكما هو الحال في كل عصر، فقد وجدنا من يتمسك بالقديم متهمًا الجديد بالقصور،
وكذلك وجدنا المسارعين إلى الجديد، الداعين إليه للتخلص من ربقة الجمود،
والفريق الأول بالنسبة للأمور الشرعية لا يذم،
فدافعه ديني وحرص على سلامة العبادة،
والفريق الثاني يسعى لتنفيذ حكمة التشريع ومقاصد الشريعة،
وكل مجتهد، فإن أخطأ فله أجر، وإن أصاب فله أجران،
وعليه فلا مانع من الاعتماد على الحسابات الفلكية في تحديد بدايات ونهايات الشهور العربية
أخذًا بالعلوم الحديثة وتماشيًا مع تطورت العصر،
طالما أن القائمين عليها من أهل الاختصاص والخبرة والديانة والأمانة.

ما يؤخذ من الحديث:

1- ربط مواقيت العبادات برؤية الهلال تيسير للتكاليف الشرعية.

2- فضل شهر رمضان بالتحري لبدايته ونهايته.

3- إذا غُم على الناس الهلال أتموا الشهر ثلاثين يومًا.

4- جواز الأخذ بالحسابات الفلكية الحديثة في تقدير منازل القمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اناس يقتلون فقد لانهم مسلمون

رسالة إلى المفتونين بالحضارة الغربية ‫#‏اﻟﺬﻛﺮﻯ_20ﻟﺤﺮﺏ_ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ_الصليبية‬ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ.. ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ 300 ﺃﻟﻒ ﻣﺴﻠﻢ .. ﻭ...