الخميس، 25 يونيو 2015

وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطر لرؤية الهلال، وأنه إِذا غم في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يومًا

وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطر لرؤية الهلال،
وأنه إِذا غم في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يومًا

عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)،
( ذَكَرَ رَمَضَانَ، فَقَالَ: "لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ". )

التعريف بالراوي:

عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المكي ثم المدني
وهو شقيق حفصة أم المؤمنين، أسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم،
واستصغر يوم أحد، فأول غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة،
أكثر في الرواية عن النبي وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى إنه ينزل منازله، ويصلي في كل مكان صلى فيه،
وحتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة،
فكان ابن عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس.
تُوفي سنة ثلاث وسبعين وهو ابن سبع وثمانين سنة.

مناسبة الحديث للباب:

في الحديث أن الصيام والإفطار إنما يكون برؤية الهلال،
فإذا غُمّ على الناس، أكملوا الشهر ثلاثين يومًا، وهو ما وافق ترجمة الباب.

معاني المفردات:

قوله: "غُمَّ": غم الهلال حال دون رؤيته غيم أو ضباب أو حاجز.

قوله: "فَاقْدُرُوا": احسبوا وقيسوا.

المعنى الإجمالي:

ربطت الشريعة العبادة بالزمن ربطًا لا يحدده إلا المشرع،
وكما هو معلوم فإن الزمن مرتبط بحركة الشمس والقمر والنجوم في أفلاكها،
قال تعالى:
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ
مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )
(سورة يونس: 5).
لما شرع الله صوم شهر رمضان على الأمة كان لزامًا عليها أن تحدد بدايته ونهايته،
وهذا أمر يتطلب وسيلة من الوسائل التي يتمكن بها المسلم من معرفة منازل القمر،
وعندما كانت الأمة الإسلامية لا تقرأ ولا تكتب ولا تحسب،
ربطت هذه العبادة برؤية هلال الشهر،
فجاء التشريع الإلهي على لسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أن الصوم والفطر قائم على رؤية الهلال،
فإن حُجب بغيم أو سحاب أو ضباب، أكلموا عدة الشهر ثلاثين يومًا.
ولما صارت أمة الإسلام تقرأ وتكتب وتحسب،
وأصبح من أبنائها متخصصون في علم الفلك وعلوم الفضاء،
ظهرت أسئلة جادة عن مقصود الشرع بالرؤية،
وهل هي وسيلة لعبادة؟ أو مقصودة بالعبادة؟
وهل نبقى معتمدين عليها كوسيلة العلم الوحيدة؟
أو نعتمد عليها وعلى غيرها من وسائل العلم القطعية؟
وكما هو الحال في كل عصر، فقد وجدنا من يتمسك بالقديم متهمًا الجديد بالقصور،
وكذلك وجدنا المسارعين إلى الجديد، الداعين إليه للتخلص من ربقة الجمود،
والفريق الأول بالنسبة للأمور الشرعية لا يذم،
فدافعه ديني وحرص على سلامة العبادة،
والفريق الثاني يسعى لتنفيذ حكمة التشريع ومقاصد الشريعة،
وكل مجتهد، فإن أخطأ فله أجر، وإن أصاب فله أجران،
وعليه فلا مانع من الاعتماد على الحسابات الفلكية في تحديد بدايات ونهايات الشهور العربية
أخذًا بالعلوم الحديثة وتماشيًا مع تطورت العصر،
طالما أن القائمين عليها من أهل الاختصاص والخبرة والديانة والأمانة.

ما يؤخذ من الحديث:

1- ربط مواقيت العبادات برؤية الهلال تيسير للتكاليف الشرعية.

2- فضل شهر رمضان بالتحري لبدايته ونهايته.

3- إذا غُم على الناس الهلال أتموا الشهر ثلاثين يومًا.

4- جواز الأخذ بالحسابات الفلكية الحديثة في تقدير منازل القمر.

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

فضل شهر رمضان

شهر رمضان

عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم):
( "إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطيِنُ" )

التعريف بالراوي:

أبو هريرة الدوسي اليماني، اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا،
وكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا هريرة لأجل هرة كان يحمل أولادها،
وهو سيد الحفاظ الأثبات،
أسلم في العام السابع للهجرة،
حمل عن النبي علما كثير وهو أكثر من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم،
روى عنه نحو من ثمانمائة رجل أو أكثر من أهل العلم من الصحابة والتابعين.
توفي سنة سبع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة.

مناسبة الحديث للباب:

بيان فضل شهر رمضان؛
لأن أبواب الجنان تفتح فيه،
وتغلق أبواب النار،
وتصفيد الشياطين،
وهو ما وافق ترجمة الباب.

معاني المفردات:

قوله: "شَهْرُ رَمَضَانَ":
رمضان من رمض إذا احترق من الرمضاء فأضيف إليه الشهر وجُعل علماً.

قوله: "السَّمَاءِ":
المراد بالسماء الجنة.

قوله: "فتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ":
كناية عن تنزل الرحمة، وإزالة العلق عن مصاعد أعمال العباد، تارة ببذل التوفيق، وأخرى بحسن القبول.

قوله: "وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ":
كناية عن تنزه أنفس الصوام من رجس الفواحش، والتخلص من البواعث عن المعاصي بقمع الشهوات.

قوله: "وَسُلْسِلَتِ":
شدت بالسلاسل.

المعنى الإجمالي:

يشمل هذا الحديث ثلاثة أمور
يتميز بها شهر رمضان عن غيره من بقية الشهور،

أنه تفتح فيه أبواب الجنة،
ترغيبًا للعاملين لها بكثرة الطاعات من صلاةٍ وصيامٍ وصدقةٍ وذكرٍ وقراءةٍ للقرآن وغير ذلك، وتغلق أبواب النيران؛
لقلة المعاصي فيه من المؤمنين،
وتصفد الشياطين بالأغلال،
وكل هذا الذي أخبر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حقٌّ،
وقد أخبر به نُصحًا للأمة، وتحفيزاً لها على الخير، وتحذيراً لها من الشر.
فمن عظيم فضل شهر رمضان
أن أبواب الجنة تفتح مع تغليق أبواب النار وقلة إغواء الشياطين،
فينبغي لمن أراد لنفسه الخير
أن يتعرض لهذه الرحمات بفعل الخيرات والإقبال على العمل الصالح بجد ونشاط وإخلاص، عسى أن ينال رحمة الله -تعالى-،
ففي المعجم الكبير للطبراني
بسند حسن من حديث أنس (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم):
"افعلوا الخير دهركم، و تعرضوا لنفحات رحمة الله،
فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده،
وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم"،
وروى الطبراني في المعجم الكبير والأوسط بسند حسن
من حديث محمد بن مسلمة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات،
فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدًا".

وقد ذكر بعض العلماء أن الحديث يَحْتَمِل أَنَّهُ يجري عَلَى ظَاهِره وَحَقِيقَته،
وَأَنَّ تَفْتِيحَ أَبْوَاب الْجَنَّة وَتَغْلِيق أَبْوَاب جَهَنَّم وَتَصْفِيد الشَّيَاطِين عَلَامَة لِدُخُولِ الشَّهْر،
وَتَعْظِيمٌ لِحُرْمَتِهِ، وَيَكُون التَّصْفِيد لِيَمْتَنِعُوا مِنْ إِيذَاء الْمُؤْمِنِينَ وَالتَّهْوِيش عَلَيْهِمْ؛
لأن الله يَفْتَح لِعِبَادِهِ في هذا الشهر مِنْ الطَّاعَات الَّتِي لَا تَقَع فِي غَيْره عُمُومًا كَالصِّيَامِ وَالْقِيَام
وَفِعْل الْخَيْرَات وَالِانْكِفَاف عَنْ كَثِير مِنْ الْمُخَالَفَات،
وَهَذِهِ أَسْبَابٌ لِدُخُولِ الْجَنَّة.
ويرى بعض العلماء أن تقيد الشياطين يعني ربطها بالسلاسل،
أو ربط مردتهم، بل يرى بعضهم أنه كناية عن امتناع تسويل النفوس وامتناعها
عن قبول وساوسهم،
إذ بالصوم تنكسر القوة الحيوانية التي هي مبدأ الغضب والشهوات
الداعيين إلى أنواع السيئات، وتنبعث القوة العقلية المائلة إلى الطاعات.

فائدة:

كيف يمكن التوفيق بين تصفيد الشياطين في رمضان ووقوع المعاصي من الناس؟

الإجابة:

وقوع المعاصي في رمضان لا يتنافى مع ما ثبت من أن الشياطين تصفد في رمضان؛
لأن تصفيدها لا يمنع من حركتها،
ولذلك جاء في الحديث:
"تصفد فيه الشياطين، فلا يخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره"،
وليس المراد أن الشياطين لا تتحرك أبداً،
بل هي تتحرك، وتُضل من تضل، ولكن عملها في رمضان ليس كعملها في غيره.

قال الإمام القرطبي (رحمه الله):
"فإن قيل: كيف نرى الشرور والمعاصي واقعةٌ في رمضان كثيرًا
فلو صُفّدت الشياطين لم يقع ذلك؟

فالجواب:
أنها إنما تغل عن الصائمين، الصوم الذي حوفظ على شروطه، وروعيت آدابه،
أو المصفَّد بعض الشياطين، وهم المردة، لا كلهم، أو المقصود تقليل الشرور فيه،
وهذا أمر محسوس؛ فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره،
إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية؛
لأن لذلك أسباباً غير الشياطين،
كالنفوس الخبيثة، والعادات القبيحة، والشياطين الإنسية".

ما يؤخذ من الحديث:

1- اغتنام شهر رمضان بالعبادة.

2- فضل شهر رمضان بفتح أبواب الجنان وإغلاق أبواب النار.

3- قلة عمل الشياطين في هذا الشهر العظيم.

الاثنين، 22 يونيو 2015

أخبرني بعمل يدخلني الجنة

أخبرني بعمل يدخلني الجنة

بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة

عن أبي أيوبَ الأَنصاريّ (رضي الله عنه): أَنَّ رجلاً قال: يا رسول الله،
أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجنة،
فقال القوم: مَا لَهُ؟ مَا لَه؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أَرَبٌ مَالَهُ"،
فقال النبيُّ (صلى الله عليه وسلم):
( "تعبُدُ اللهَ لا تُشْرِكُ بهِ شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزكاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ"، ذرْها، قَال: كأنّه كانَ عَلى رَاحِلَتِهِ. )

مناسبة الحديث:

أن الحديث ذكر طرفًا من أركان الإسلام والإيمان،
والتي بها يدخل المرء الجنة وينجو من النار.

التعريف بالراوي:

خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف
ويقال: ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم
ويقال: ابن عبد عوف بن جشم بن غنم بن مالك بن النجار،
أبو أيوب الأنصاري الخزرجى،
وأمه: هند بنت سعد بن كعب بن عمرو بن امرئ القيس،
صاحب الرحل والمتاع في الهجرة، وتُوفي سنة خمسين للهجرة.

مفردات الحديث:

قوله: "ما له؟ ما له؟
": كلمة "ما" للإستفهام، والتكرار للتأكيد، ويجوز أن تكون بمعنى: أي شيء جرى له.

قوله:
"أَرَبٌ مَالَهُ": أي حاجة، وقيل: له حاجة مهمة مفيدة جاءت به؛
لأنه قد علم بالسؤال أن له حاجة.

قوله : "تعبد الله": توحده، وفسره بقوله: "ولا تشرك به شيئًا".

قوله: "وتقيم الصلاة": إدامتها والمحافظة عليها، وقيل: أدائها على
وجهها.

قوله: "وتصل الرحم":
رحم الإنسان قرابته، وصلتهم مواساتهم والإحسان إليهم،
قال الإمام النووي:
معناه أن تحسن إلى أقاربك ذوي رحمك بما تيسر على حسب حالك وحالهم
من إنفاق أو سلام أو زيارة أو طاعة أو غير ذلك،
وخص هذه الخصلة من بين خصال الخير
نظرًا إلى حال السائل كأنه كان لا يصل رحمه فأمره به؛ لأنه المهم بالنسبة إليه.

قوله: "ذرها":
أي اتركها يعني الناقة، التي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يركبها.

المعنى الإجمالي:

يخبر أبو أيوب عن رجل ولم يسمه،
                              أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن عمل يدخل به الجنة، فتعجب القوم منه ومن فعله،
فبين لهم النبي (صلى الله عليه وسلم)
وأجابه بما يناسبه،
فقال: تعبد الله ثم فسرها بقوله:
لا تشرك به شيئًا، وأرشده إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصلة الأرحام،
وكان الرجل ممسكًا بزمام راحلة النبي (صلى الله عليه وسلم)،
فقال له: اتركها تسير.
وهكذا ترى أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أرشده إلى أقصر وأقرب طريق موصلة إلى الجنة
من خلال الأسس والركائز والدعائم التي بينها له ودله عليها،
فالجواب للرجل ما هو في الحقيقة إلا خطاب لمجموع الأمة وليس خاص بهذا الرجل،
فمن أراد أعمالاً توصله إلى الجنة فليلزم هذه الأوامر والإرشادات.

ما يؤخذ من الحديث:

1– حلم النبي (صلى الله عليه وسلم) وسعة صدره وحسن معاملته للجاهلين.

2– عظيم شأن التوحيد، لذا صدر الأعمال الموصلة إلى الجنة به.

3– إشعار المسيء بإساءته رغم العفو عنه وعدم مؤاخذته تقديرًا لعذره،
فقد أمر (صلى الله عليه وسلم)
الأعرابي بترك الناقة إشعارًا له بأنه ما كان ينبغي أن يقع منه ذلك.

4- غلظة وجفاء الأعراب في المعاملة حتى معه (صلى الله عليه وسلم).

الإبتعاد عن مواطن الشبهات

الإبتعاد عن مواطن الشبهات

عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما
                         قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:

"إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس،
فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه،
ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام،
كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه،
ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه،
ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".

(رواه البخاري ومسلم)

شرح الحديث
لابن عثيمين رحمه الله

قوله: إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ في هذا الحديث تقسيم للأحكام إلى ثلاثة أقسام:

.1حلال بيّن كلٌّ يعرفه. كالثمر، والبر، واللباس غير المحرم وأشياء ليس لها حصر.

.2 حرامٌ بيّن كلٌّ يعرفه. كالزنا، والسرقة، وشرب الخمر وما أشبه ذلك.

.3 مشتبه لا يعرف هل هو حلال أوحرام؟
وسبب الاشتباه فيها إما: الاشتباه في الدليل، وإما الاشتباه في انطباق الدليل على المسألة،
فتارةً يكون الاشتباه في الحكم، وتارةً يكون في محل الحكم.

* الاشتباه في الدليل: بأن يكون الحديث:

أولاً: هل صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لم يصحّ؟

ثانياً: هل يدل على هذا الحكم أو لا يدل؟

وهذا يقع كثيراً، فما أكثر ما يُشكِلُ الحديث:
هل ثبت أم لم يثبت؟ وهل يدل على هذا أو لا يدل؟

* وأما الاشتباه في محل الحكم:
فهل ينطبق هذا الحديث على هذه المسألة بعينها أو لا ينطبق؟

فالأول عند الأصوليين يسمى تخريج المناط،
والثاني يسمى تحقيق المناط.

لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ يعني هذه المشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ويعلمهن كثير،
فكثير لا يعلم وكثير يعلم، ولم يقل : لايعلمهن أكثر الناس،
فلو قال:لا يعلمهن أكثر الناس لصار الذين يعلمون قليلاً.

إذاً فقوله لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ إما لقلة علمهم، وإما لقلة فهمهم،
وإما لتقصيرهم في المعرفة.

فَمَن اِتَّقَى الشُّبُهَاتِ أي تجنبها.

فَقَدِ اِسْتَبْرَأَ أي أخذ البراءة.

لِدِيْنِهِ فيما بينه وبين الله تعالى.

وَعِرْضِهِ فيما بينه وبين الناس،
لأن الأمور المشتبهة إذا ارتكبها الإنسان صار عرضة للناس يتكلمون في عرضه بقولهم:
هذا رجل يفعل كذا ويفعل كذا، وكذلك فيما بينه وبين الله تعالى.

وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فَي الحَرَامِ هذه جملة شرطية.

وَمَنْ وَقَعَ فَي الشُّبُهَاتِ أي فعلها وَقَعَ في الحَرَامِ هذا الجملة تحتمل معنيين:

الأول:أن ممارسة المشتبهات حرام.

الثاني:أنه ذريعة إلى الوقوع في المحرم،
وبالنظر في المثال الذي ضربه صلى الله عليه وسلم يتضح لنا أي المعنيين أصح.

والمثال المضروب: كَالرَّاعِي أي راعي الإبل أو البقر أو الغنم.

يَرْعَى حَوْلَ الِحمَى أي حول المكان المحمي،
لأنه قد يُتخذ مكانٌ يُحمَى فلا يُرعَى فيه إما بحق أو بغير حق،
والراعي حول هذه القطعة يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ أي يقرب أن يقع فيه،
لأن البهائم إذا رأت هذه الأرض المحمية مخضرة مملوءة من العشب فسوف تدخل هذه القطعة المحمية،ويصعب منعها،
كذلك المشتبهات إذا حام حولها العبد فإنه يصعب عليه أن يمنع نفسه عنها.

وبهذا المثال يقرب أن معنى قوله مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ أي أوشك أن يقع في الحرام، لأن المثال يوضح المعنى.

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :
أَلاَ أداة استفتاح،فائدتها:التنبيه على ما سيأتي.

وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى أي كل ملك له حمى،
والنبي صلى الله عليه وسلم لايريد أن يبين حكم حمى الملك:
هل هو حلال أو هو محرم؟لأن من الحمى ما يكون حلالاً،
وما يكون حراماً،فالمراد بالحمى في الحديث الواقع،ومسألة الحمى على نوعين:

.1إذا حماه لنفسه وبهائمه فهو حرام.

.2 إذا حماه لدواب المسلمين كإبل الصدقة وإبل الجهاد فهو حلال،لأنه لم يختصه لنفسه،فرسول الله
قال: المُسْلِمُونَ شُرَكَاْءُ فِي ثَلاثَة: فِي الكَلأِ وَالمَاءِ وَالنَّارِ [67]
رواه أبو داود والإمام أحمد.

أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارمُهُ هذه جملة مؤكدة
بـ (إن) وأداة الاستفتاح (ألا) والمعنى
:ألا وإن حمى الله محارم الله،فإياك أن تقربها،
لأن محارم الله كالأرض المحمية للملك لا يدخلها أحد.

أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةٌ هذه أيضاً جملة مؤكدة
بـ (ألا)و(إنَّ) والمعنى:ألا وإن في جسد الإنسان مضغة،
أي قطعة لحم بقدر ما يمضغه الإنسان عند الأكل،وهي بمقدار الشيء الصغير.

إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ،
أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ رتب النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء على الشرط،
فمتى صلح القلب صلح الجسد،وإذا فسدت فسد الجسد كله.

وقد مثل بعض العلماء هذا بالملك،إذا صلح صلُحت رعيته،وإذا فسد فسدت.

لكن نظر فيه العلماء المحققون وقالوا:هذا المثال لا يستقيم،
لأن الملك ربما يأمر ولا يُطاع،والقلب إذا أمر الجوارح أطاعته ولابد،فهو أبلغ من أن
يقول: كالملك يأمر الرعية،
فإذا صلح القلب فلابد أن يصلح الجسد، وإذا فسد القلب فلابد أن يفسد الجسد.

وهذا الحديث في الحقيقة حديث عظيم،
لو تكلم الإنسان عنه لبلغ صفحات لكن نشير إن شاء الله إلى جوامع الفوائد في هذا الحديث.

فوائد هذا الحديث:

.1أن الأشياء تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
حلال بيّن،
حرام بيّن،مشتبه،
وحكم كل نوع ومثاله أن نقول:

* الحلال البين لا يلام أحد على فعله، ومثاله التمتع بما أحل الله من الحبوب والثمار،
فهذا حلال بين ولا معارض له.

* الحرام البيّن وهذا يلام كل إنسان على فعله،
ومثاله كالخمر والميتة والخنزير وما أشبه ذلك،فهذا حكمه ظاهر معروف.

* وهناك أمور مشتبهة: وهذه محل الخلاف بين الناس،
فتجد الناس يختلفون فيها فمنهم من يحرم،ومنهم من يحلل،
ومنهم من يتوقف،ومنهم من يفصّل.

مثال المشتبه:شرب الدخان كان من المشتبه في أول ظهوره،
لكن تبين الآن بعد تقدم الطب، وبعد أن درس الناس حال هذا الدخان قطعاً بأنه حرام،
ولا إشكال عندنا في ذلك،
وعلى هذا فالدخان عند أول ظهوره كان من الأمور المشتبهة ولم يكن من الأمور البينة،ثم تحقق تحريمه والمنع منه.

.2أسباب الاشتباه أربعة:

.1قلة العلم: فقلة العلم توجب الاشتباه،لأن واسع العلم يعرف أشياء لا يعرفها الآخرون.

.2قلة الفهم: أي ضعف الفهم،وذلك بأن يكون صاحب علمٍ واسعٍ كثير، ولكنه لا يفهم،فهذا تشتبه عليه الأمور.

.3التقصير في التدبر: بأن لا يتعب نفسه في التدبر والبحث ومعرفة المعاني بحجة عدم لزوم ذلك.

.4وهو أعظمها: سوء القصد:
بأن لا يقصد الإنسان إلا نصر قوله فقط بقطع النظر عن كونه صواباً أو خطأً،
فمن هذه نيته فإنه يحرم الوصول إلى العلم،
نسأل الله العافية،لأنه يقصد من العلم اتباع الهوى.

وهذا الاشتباه لا يكون على جميع الناس بدليلين:
أحدهما من النص وهو قوله صلى الله عليه وسلم : لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ يعني كثيراً يعلمهن،
والثاني من المعنى فلو كانت النصوص مشتبهة على جميع الناس،
لم يكن القرآن بياناً ولبقي شيء من الشريعة مجهولاً،وهذا متعذر وممتنع.

.3الثالثة من فوائد الحديث حكمة الله عزّ وجل في ذكر المشتبهات
حتى يتبين من كان حريصاً على طلب العلم ومن ليس بحريص.

.4الرابعة من فوائد الحديث:أنه لا يمكن أن يكون في الشريعة مالا يعلمه الناس كلهم،
لقوله: لاَ يعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ .

.5الحث على اتقاء الشبهات، لكن هذا مشروط بما إذا قام الدليل علىالشبهة،
أما إذا لم يقم الدليل على وجود شبهة اتقاء الشبهات كان ذلك وسواساً وتعمقاً،
لكن إذا وجد ما يوجب الاشتباه فإن الإنسان مأمور بالورع وترك المشتبه،
أما مالا أصل له فإن تركه تعمّق.

مثال ذلك: ما ثبت في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنه أن قوماً أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقالوا:يا رسول الله إن قوماً يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟
فقال: سَمُّوْا أَنْتُمْ وَكُلُوا قالت: وكانوا حديثي عهد بكفر[68]

فهنا هل نتّقي هذا اللحم لأنه يُخشى أنهم لم يذكروا اسم الله عليه؟

والجواب: لا نتقيه، لأنه ليس هناك ما يوجب الاتقاء،
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : سَمُّوْا أَنْتُمْ وَكُلُوا فكأن في هذا نوعاً من اللوم عليهم،
كأنه عليه الصلاة والسلام
يقول: ليس لكم شأن فيما يفعله غيركم، بل الشأن فيما تفعلونه أنتم، فسمّوا أنتم وكلوا.

ومن هذا ما لو قدّم إليك يهودي أو نصراني ذبيحة ذبحها،
فلا تسأل أذبحتها على طريقة إسلاميةأو لا، لأن هذا السؤال لا وجه له، وهو من التعمّق.

ومن ذلك أيضاً:
أن يقع على ثوب الإنسان أثر ولا يدري أنجاسة هو أم لا؟
فهل يتقي هذا الثوب أو لا يتقيه؟

الجواب: ينظر:
إذا كان هناك احتمال أن تكون نجاسة فإنه يتجنبه،
وكلما قوي الاحتمال قوي طلب الاجتناب،
وإذا لم يكن احتمال فلا يلتفت إليها،
ولهذا قطع النبي صلى الله عليه وسلم
هذا بقوله حين سُئل عن الرجل يشكل عليه أحدث أم لا وهو في الصلاة
فقال: لاَ يَنْصَرِفَ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتَاً أَوْ يجِدَ رِيْحَاً [69] .

فالقاعدة:
أنه إذا وجد احتمال الاشتباه فهنا إن قوي قوي تركه،
وإن ضعف ضعف تركه،
ومتى لم يوجد احتمال أصلاً فإن تركه من التعمّق في الدين المنهي عنه.

.6أن الواقع في الشبهات واقع في الحرام،
لقوله: مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ[70].

.7حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ،
وذلك بضرب الأمثال المحسوسة لتتبين بها المعاني المعقولة،
وهذا هو طريقة القرآن الكريم،قال الله تعالى: ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)

فمن حسن التعليم أن المعلم يقرب الأشياء المعقولة بالأشياء المحسوسة،
لقوله: كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ .

.8هل يؤخذ من قوله: يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى إقراره بالحمى؟

والجواب: أن هذا من باب الإخبار والوقوع،ولايدل على حكم شرعي.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد يذكر الأشياء لوقوعها لا لبيان حكمها.

ولهذا أمثلة أخرى:

قول النبي صلى الله عليه وسلم:
لَتَركبُنّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ [71] فلا يعني ذلك أن ركوبنا سنن من كان قبلنا جائز،
بل هو إخبار عن الواقع.

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الظعينة أي المرأة تسير من كذا إلى كذا لا تخشى إلا الله، فلا يعني هذا أنه يجوز لها أن تسافر بلا محرم، لكن هذا ضرب مثل.

إذاً نقول: هذا الحديث لا يدل على جواز الحمى لأنه ضرب مثل لواقع.
ولكن لا بأس أن نقول الحمى نوعان:

الأول: حمى لمصالح المسلمين، فهذا جائز

الثاني: حمى يختصّ به الحامي، فهذا حرام، لأنه ليس له أن يختص فيما كان عاماً.

- مثال الأول: أن تحمي هذه الأرض من أجل أن يُركز فيها أنابيب لإخراج الماء،
فهذا جائز بلا شك، أو تُحَمى أرض خصبة لدواب المسلمين،
كدواب الزكاة والخيل للجهاد في سبيل الله وما أشبه ذلك.

- مثال الثاني: إذا حماه لنفسه.

.9ومن فوائد هذا الحديث:
سد الذرائع، أي أن كل ذريعة توصل إلى محرم يجب أن تغلق لئلا يقع في المحرّم.
وسد الذرائع دليل شرعي، فقد جاءت به الشريعة، ومن ذلك قول الله تعالى: )
وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)(الأنعام: من الآية108)

فنهى عن سبّ آلهة المشركين لأنها ذريعة إلى سبّ الله تعالى،
مع أن سبّ آلهة المشركين سبٌّ بحق، وسب الله تعالى عدوٌ بغير علم.

.10أن من عادة الملوك أن يحموا،
لقوله: أَلاَ وَإِنَّ لَكُلِّ مَلِكٍ حِمىً وقد سبق حكم ا لحمى آنفاً.

.11تأكيد الجمل بأنواع المؤكدات إذا دعت الحاجة إلى هذا،
فإذا قال قائل: إن التأكيد فيه تطويل، فنقول: التوكيد تطويل،
ولكن إذا دعت الحاجة صار من البلاغة، لقوله: ألا. .. ألا .

.12أن المدار في الصلاح والفساد على القلب، إذا صلح صلح الجسد كلّه،
وإذا فسد فسد الجسد كله.

ويتفرّع على هذه الفائدة: أنه يجب العناية بالقلب أكثر من العناية بعمل الجوارح،
لأن القلب عليه مدار الأعمال، والقلب هو الذي يُمتحن عليه الإنسان يوم القيامة،
كما قال الله تعالى:
(أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ* وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)
[العاديات:9-10]
وقال تعالى: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)
[الطارق:8-9]

فطهّر قلبك من الشرك والبدع والحقد على المسلمين والبغضاء،
وغير ذلك من الأخلاق أو العقائد المنافية للشريعة، فإن القلب هو الأصل.

.13في الحديث ردٌّ على العصاة الذين إذا نهوا عن المعاصي
قالوا: التقوى هاهنا وضرب أحدهم على صدره، فاستدل بحق على باطل،
لأن الذي قال: التَّقْوَى هَاهُنَا[72] هو النبي صلى الله عليه وسلم
ومعناه في الحديث: إذا اتقى ما هاهنا اتّقت الجوارح، لكن هذا يقول: التقوى هاهنا يعني أنه سيعصي الله،والتقوى تكون في القلب.

والجواب عن هذا التشبيه والتلبيس سهل جداً بأن نقول:

لو صلح ما هاهنا، صلح ما هناك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّه، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ .

.14أن تدبير أفعال الإنسان عائد إلى القلب،
لقوله: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ،وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ.

وهل في هذا دليل على أن العقل في القلب؟

والجواب: نعم، فيه إشارة إلى أن العقل في القلب،
وأن المدبر هو القلب مع أن القرآن شاهد بهذا.

قال الله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46)

ولكن كيف تعلقه بالقلب؟

الجواب: هذا شيء لا يُعلم، إنما نحن نؤمن بأن العقل في القلب كما جاء في القرآن،
لكننا لا نعلم كيف ارتباطه به،فلا يرد علينا لو رُكِب قلب كافر برجل مسلم،
أيكون هذا المسلم كافراً أولا، لأننا لا ندري كيف تعلق العقل بالقلب والله أعلم.




--------------------------------------------------------------------------------

[66] أخرجه البخاري كتاب: الإيمان، باب: فضل من استبرأ لدينه، (52)، ومسلم – كتاب: المساقاة، باب: أخذ الحلال وترك الشبهات، (1599)، (107).

[67] أخرجه أبو داود كتاب: البيوع، أبواب الإجارة، باب: في تفسير الجائحة، (3477)، وابن ماجه، كتاب الرهون، باب المسلمون شركاء في ثلاث، (2472) والإمام أحمد (5/364)، والبيهقي في سننه الكبرى (6/150) ح (11612) (11613)

[68] أخرجه البخاري كتاب البيوع، باب: من لم ير الوساوس ونحوها من المشتبهات، (2057)

[69] أخرجه البخاري كتاب: الوضوء، باب: من لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن، (137)، ومسلم – كتاب: الحيض، باب: الدليل على أن من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك، (3619)، (98)

[70] سبق تخريجه صفحة (105)

[71] أخرجه البخاري كتاب: قصص الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل، (3456)، ومسلم- كتاب: العلم، باب: اتباع سنن اليهود والنصارى، (2669)، (6)

[72] أخرجه مسلم كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله، (2564)، (32)

اناس يقتلون فقد لانهم مسلمون

رسالة إلى المفتونين بالحضارة الغربية ‫#‏اﻟﺬﻛﺮﻯ_20ﻟﺤﺮﺏ_ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ_الصليبية‬ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ.. ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ 300 ﺃﻟﻒ ﻣﺴﻠﻢ .. ﻭ...